عمر أحمو – ميدي 24
ما زال الجمهور المغربي يقطف ثمار تألق أسود الأطلس في نهائيات كأس العالم بقطر، حيث قارعوا الكبار، وزأروا في وجوه الخصوم بكل كبرياء وشموخ، وبصموا بصمتهم التاريخية في ذاكرة كرة القدم العالمية والإفريقية.
ولا تزال ملاحمُ عناصر الكتيبة الركراكية تتواصل، لكنْ هذه المرة في ملاعب القارة العجوز ولفائدة أندية عملاقة تهتز لذكرها قلوبُ الجماهير الكروية في كل أصقاع العالم.
ففي ملحمةٍ من هذه الملاحم الكُبرى، وفي مباراة قوية مُشبعة بالندية والقوة والتنافسية، قاد الدولي المغربي يوسف النصيري فريقه إشبيلية الإسباني للفوز على مانشستر يونايتد بثلاثية نظيفة، في إياب ربع نهائي الدوري الأوروبي، سجل منها هدفين، واضعا بذلك فريقه في النصف النهائي.
هذا التألق للنصيري مع فريقه يعيد إلى أذهاننا سيناريو كفاحه للوصول إلى ما هو عليه الآن، فقد كان يوسف النصيري قبل كأس العالم في أضعف نسخه، وكان الجمهور المغربي يضغط من أجل عدم استدعائه، إلا أن الناخب الوطني وليد الركراكي، رأى في يوسف النصيري ما عجزنا عن رؤيته، فكان الرجل الوحيد الذي آمن به، ومنحه ثقته وقد كان أهلا لها وأكثر.
ولم يخيب مهاجم أسود الأطلس وفريق إشبيلية الإسباني أمل رأس الأفوكادو، إذ قدم مستوى أسكت به الأفواه التي انتقدته، وأعقد الألسن التي شككت فيه، برأسياته التي عجز الحراس عن صدها، وبقذائفه النارية التي يقذف بها خصوم ناديه.
ولا يسعنا، نحن الذين نعشق كرة القدم حد الجنون، ونحب أن نرى الراية الحمراء بالنجمة الخضراء ترفرف عاليا في كل الميادين، إلا أن نشكر وليد الركراكي، لكونه سببا في إيجاد يوسف النصيري لذاته، وتفجير إمكاناته.
وهذا الإنجاز الذي حققه الأسد البارُّ بأبيه الوفيُّ لوطنه ومدربه، سيظل إنجازا آخرَ ينضاف إلى قائمة إنجازات المنتخب المغربي.