عمر أحمو – ميدي 24
لا تبدو لي الثقافة بخير في بلدي، فالواقعُ لا يرتفع كما يُقال!
في بلدان أخرى، ترى المثقفين مُلتصقين بهموم الشعب، مدافعين عنه في معارك الحياة الشرسة، مُستبسلين في رد الأفكار المُنوِّمةِ ونقد المشاريع الهدّامةِ وتبني نقيض ذلك من أفكار نيرةٍ ومشاريع تنموية مُفيدة.
في مجتمعنا المغربي، تتناسلُ المُشكلات وتتزايد، من ارتفاع في البطالة، وصعود في التضخم، وزيادة في الأسعار، وتجفيف للموارد والإمكانات، وتعطيل للشباب، وتهجير للكفاءات، وعبث حزبي، وفقر في المشاريع الحكومية، وهشاشة في الأوضاع سياسيا واقتصاديا وتعليميا واجتماعيا! يحدُث كل هذا أو بعضُهُ والمثقف نائم في صومعته ينتظر من يصعد إليه ليُنزله إلى المعترك، وهل الثقافة إلا كفاحٌ ضد الجهل ووعي ضد الغباء وحكمة وتعقل ضد الزيغ والجنون؟
آسف حقا لكثرة المؤسسات الثقافية وغزارة المُنتسبين إليها، لكنها حسب وجهة نظري لا ترى الثقافة إلا في إصدار دواوين نثرية وكتب في النقد الأدبي ومواكبة المصطلحات والمفاهيم المستجدة ومقاربة ما هو مُقارَبٌ منذ زمن بعيد وإعادة تدوير المنتوجات الثقافية! أما المهاجرون على متن قوارِب الموت فلا مقاربة لقضيتهم من منظور مثقفينا!
الثقافة انصهار في المجتمع، وذوبان كلي في جسده، دواءً لكل داء يهدده، أو داءً لأعدائه من الداخل والخارج!
وفي انتظار يقظة ثقافية ونهضة علمية يكون قوامها الإنسان وهدفها التنمية بمختلف مستوياتها، أرى أن الوقت قد حان لفعل ثقافي يستمد أصالته من حضارتنا المغربية المتميزة المتعددة الروافد، ويمد جسور التعاون مع كل الثقافات والحضارات من غير استثناء، فنحن شعبٌ يؤمن بأهمية التنوع ويحترم الآخر مهما اختلفنا معه. نحن شعبٌ نحب الحرية ونقدس الحياة.