عمر أحمو – ميدي 24
عرف عهد الملك محمد السادس تطورا بارزا وتقدما واضح المعالم شمل كل المجالات والقطاعات الاستراتيجية في بلدنا. من هذه القطاعات، القطاعُ الصحي الذي شهد نهضة كبرى تمثلت في تجديد البنيات التحتية الاستشفائية وتوسيعها، وإنشاء أخرى كبيرة وشاسعة، بينها مُستشفيات جامعية طبية، إلى جانب مستشفيات ومراكز طبية أخرى قيد الإنشاء، هذه الأعمال والمشاريع الصحية الكبرى موزعة على كل ربوع الوطن، بما يشمل مراكز القُرب الصحية المنتشرة في المراكز القروية.
وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على العناية الكريمة والاهتمام الكبير اللذين يوليهما جلالة الملك محمد السادس لصحة المغاربة ولقطاع هو أمُّ القطاعات، لأن الصحة هي كل شيء، ونهضات الأمم تُقاس بمدى تقدمها في قطاع الصحة وقطاع التعليم، وهما من الأعمدة الرئيسة لكل وطن يرغب في أن يحجز له مكانا في قطار المستقبل.
ومن المشاريع الصحية الجديدة التي ستزدان مدينة طنجة باحتضانها، المستشفى الجامعي الأكبر في شمال إفريقيا والذي سيدشنه الملك محمد السادس في زيارته المزمعة لعروس الشمال.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع سيصبح أكبر مؤسسة صحية شمالي المملكة، ويُتوقع أن يستفيد من خدماته عدد كبير من المواطنين، كما من شأن دخوله حيز العمل أيضا معالجة عدد من الإشكاليات على مستوى المرافق الصحية بمدن الجهة.
وفي السياق نفسه، تجري الأشغال على قدم وساق لإنهاء التحضيرات داخل المستشفى الجامعي الجديد، الذي تعثر افتتاحه عدة مرات، أبرزها كان خلال جائحة كورونا سنة 2020. ومن المنتظر أن يُدشن الملك محمد السادس هذه المعلمة الصحية الرائدة بعد أيام قليلة.
ومن المُقرَّر أن الزيارةَ الملكية لهذه الربوع ستشهد أيضا تدشينَ مركزين صحيين بمقاطعة بني مكادة تم الانتهاء من أشغالهما قبل أشهر، فضلا عن تدشين مركز محمد السادس للمعاقين بالمدينة ذاتها. وكانت الحاجة إلى المركز الاستشفائي الجامعي قد برزت أكثر صيف سنة 2020 حين انتشر وباء كورونا داخل أراضي المملكة، واضطرت السلطات إلى تدبير الجائحة بمستشفيات ميدانية.
يُذكر أن جلالة الملك محمد السادس أعطى انطلاقة أشغال إنجاز المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بتاريخ 22 شتنبر 2015، وتم تنفيذ المشروع على مساحة إجمالية قدرها 23 هكتارا (منها 89 ألفا و72 مترا مربعا مغطاة)، وتتجاوز طاقته الاستيعابية 771 سريرا مع توفره على أحدث المعدات التقنية.
وتسابق سلطات طنجة الزمن لإعداد آخر ترتيبات هذه الزيارة الملكية المرتقبة، إذ شرعت في وضع الأعلام وتبليط الأرصفة استعدادا لهذه الزيارة التي ستنخرط فيها معظم المجالس المنتخبة بطنجة.