عمر أحمو – ميدي 24
عملا بقول الله تعالى: ” وَمَنَ اَحْي۪اهَا فَكَأَنَّمَآ أَحْيَا اَ۬لنَّاسَ جَمِيعاٗۖ ” وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “واللهُ في عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ”، لم يتخلف المغاربة عن الاستجابة لحملة التبرع بالدم التي قادتها مساجد المملكة في شهر رمضان المبارك، ولا تزال مستمرة إلى الآن.
إذ ما إن تم الإعلان عنها حتى احتشدت الحشود في بيوت الله لتعويض النقص الحاصل في مخزون الدم، مبرزة بذلك الجانب الإنساني الذي يتصف به المغاربة، وأنهم جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
وعرفت هذه المبادرة إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، لكونها من أعمال الخير ينال صاحبُها أجرا كبيرا وثوابا مضاعفا من الله تبارك وتعالى، فالدم الذي تتبرع به قد تُنقذ به شخصاً أوشك على الهلاك، وقد تبعث أمل الحياة في قلب شخص بعد أن تلبدت سماؤه بغيوم اليأس.
تجدر الإشارة إلى أن بنك مخزون الدم في المغرب يعيش أزمة غير مسبوقة بسبب قلة عدد أكياس الدم الموجودة، خصوصا في مراكز تحاقن الدم (مراكز التبرع) في مدن الرباط والدار البيضاء وطنجة وتطوان ومراكش، الأمر الذي استدعى إطلاق مسؤولي الصحة دعوات إلى التبرع بالدم.
وما يزيد من صعوبة الموقف امتناع عدد من المغاربة عن التبرع بدمائهم، والسبب راجع إلى ضعف ثقافة التبرع وقلة الوعي بأهميتها، فضلاً عن انتشار أحكام مسبقة في المجتمع في هذا الشأن من قبيل “المتاجرة” بأكياس الدم، وهو ما ينفيه مسؤولو مراكز التحاقن بشدة، معتبرين أنّ الدم المحصّل يذهب مباشرة إلى مستحقيه من المرضى أو المصابين.
إن تغيير العقلية التي ترى في ثقافة التبرع بالدم خطرا وإحلال عقلية واعية بانية تنويرية مكانها أمر في غاية الأهمية، لذا وجب علينا جميعا، كُتابا ومثقفين وإعلامييين، أن نُسهم بشكل جلي في رفع الوعي بهذه القضايا الاجتماعية المُلحة عن طريق كلمتنا مقروءةً كانت أو مسموعةً، من أجل انتشال بنك مخزون الدم من أزمته، وإنقاذ حياة الكثيرين.