راهن نادي النصر السعودي على استقدام صاروخ ماديرا كريستيانو رونالدو إلى صفوفه لتعزيز كتيبته المدججة بنجوم ومواهب بدا لإدارة النادي العالمي أنها تحتاج فقط إلى قائد متمرس محترف ذي خبرة كبيرة في ميادين الساحرة المستديرة، فهل ثمةَ قائد يستحق أن يُراهَن عليه كالنجم البرتغالي الذي صال وجال في الملاعب الأوروبية حاصدا كل الألقاب، مُحطما كل الأرقام؟
هكذا يبدو الأمر للوهلة الأولى، لاعب كبير من طينة كريستيانو، يُعزز كتيبة العالمي، والنتيجةُ البديهيةُ ألقابٌ وإنجازات! قِطعةٌ من خيال أو مشهد من حُلم جميل هذه التفاصيل!
نجح نادي النصر في إقناع رونالدو بحمل قميصه مقابل مبالغ ضخمة من المال وامتيازات لا مثيل لها، وانتظرت الجماهير، ثم كان حفلُ التقديم ثم المباراة الاستعراضية بين نجوم الهلال والنصر ونادي باري سان جيرمان الفرنسي بنجومه العالميين على رأسهم ميسي ومبابي ونيمار وأشرف حكيمي!
شهدت هذه المباراة توهج رونالدو وفعّالية منظومته الصاروخية! فاستبشرت الجماهيرُ خيرا!
ثم جاءت المباريات الحاسمة، في كأس السوبر وكأس الملك فكانت الخيباتُ سيدةَ الموقف، وكان صيام رونالدو عن التهديف النقطةَ السوداء في المستطيل الأخضر والنصب البارز في مربع دفاعات الخصوم!
يُضاف إلى هذا الابتعاد عن صدارة الدوري السعودي بست نقاط إلى حدود كتابة هذه السطور، فإلى أين يتجه صاروخ ماديرا؟ وكيف ستتعامل الجماهير مع هذه الانكسارات والخسارات؟
في الدوري، هناك أمل في العودة، كما أن هناك أملا في تحسُّن الوضع مع مرور الوقت وكسب رضا عشاق العالمي.
لكن أهم شيء في هذه الحكاية، وأهم درس يمكن استخلاصه، هو أن الباز مهما حلق عاليا، ومهما طالت مدة التحليق، سيقع حتما على الأرض يوما ما، فلا شيء يدوم على حاله، إذ دوام الحال من المُحال!
ورحم الله الشاعر الذي أنشد:
ما طار طيرٌ وارتفع
إلا كما طار وقع