شرع القاضي المكلف بالتحقيق، لدى محكمة الاستئناف بالرباط، في الاستنطاق التفصيلي لسفير سابق للمملكة المغربية بدولة المجر، وذلك على خلفية اتهامه بالتغرير بتلميذات قاصرات وممارسة الجنس عليهن داخل إقامته الفاخرة بحي السويسي بالرباط وتصويرهن في أوضاع مخلة بالآداب
وقد مثل السفير البالغ من العمر 87 سنة، أمام قاضي التحقيق، قبل أن يقرر تأجيل الشروع في استنطاقه تفصيليا حول التهم الخطيرة المنسوبة إليه، ويتوقع أن تفرز مرحلة التحقيق التفصيلي تطورات جديدة قد تغير مسار القضية نحو اكتشاف جرائم اغتصاب واستغلال للتلميذات القاصرات بمحيط بعض المؤسسات التعليمية بالرباط، من طرف وسيطات محترفات.
وكان قاضي التحقيق قد أمر، تفاعلا مع ملتمس الوكيل العام، بإيداع السفير البالغ من العمر 87 سنة سجن سلا 2، من أجل تهمة الاتجار في البشر والتغرير بقاصرات واستغلالهن جنسيا وتصويرهن، وإفساد الناشئة، فيما قرر قاضي التحقيق متابعة زوجته في حالة سراح بتهمة عدم التبليغ عن جناية. أما المتهمون الخمسة الآخرون، وكلهم تجار هواتف بالرباط، فقد تقرر حفظ الملف بالنسبة لاثنين منهم، فيما قرر القاضي متابعة ثلاثة منهم في حالة سراح بتهمة إخفاء أشياء متحصل عليها من جناية السرقة.
وفي تفاصيل تطور مجريات هذا الملف فقد تقدم السفير، المزداد سنة 1937، في البداية بشكاية حول رفض تاجر هواتف بسوق «الكزا» بالرباط تسليمه هاتفه النقال، الذي ضاع منه قبل أيام، بعد العثور عليه معروضا للبيع بالصدفة. وبعد تعميق البحث والاستماع للسفير المشتكي، أرشد المحققين إلى هوية فتاة تحوم حولها شكوك حول سرقة هاتفه النقال، في ظروف أحجم في البداية عن تحديد ملابساتها، قبل أن تفجر الفتاة وهي تلميذة قاصر المفاجأة في وجهه وبحضور والدتها، حيث أكدت أنها فعلا قامت بسرقة هاتف السفير رفقة زميلاتها اللائي كان يعرضهن السفير للاستغلال الجنسي البشع بفيلا فاخرة بحي السويسي مقابل تسليمهن مبالغ مالية تتراوح بين 400 و600 درهم، مضيفة أن إقدامهن على فعل سرقة كان بهدف مسح كل المقاطع والصور المخلة بالآداب التي كان يلتقطها السفير السابق خلسة خلال ممارساته الشاذة لهن.
وغيرت تصريحات التلميذة القاصر مجريات القضية، حيث قادت المحققين إلى هوية التاجر الذي اقتنى منهن هواتف السفير، وبينها هاتف من نوع «آيفون» الذي كان يتضمن صورا فاضحة للتلميذات قبل مسحها، كما تمت محاصرة السفير من طرف فرق البحث بكل التهم الموجهة إليه من طرف التلميذات القاصرات، وعددهن خمس فتيات يدرسن بإحدى الثانويات بالرباط وسط توقعات بظهور ضحايا أخريات للسفير المتهم.
أكدت أن السفير الذي تقاعد سنة 1997، وترأس إدارة إحدى الشركات في الرباط، اعترف بالمنسوب إليه بعد مواجهته بالتلميذات الضحايا، حيث بخس من هول جريمته البشعة، معتبرا الأمر عاديا للغاية، ومؤكدا في تصريحاته الغريبة المتسمة بنوع من «البوهيمية والشبق الجنسي» أنهن كن يرافقنه بمحض إرادتهن من أجل قضاء أوقات ممتعة بفيلته بحي السويسي، بعدما كان يتكلف بنقلهن شخصيا من أمام الثانوية حيث يدرسن بالرباط.
وشكلت اعترافات زوجة السفير البالغة من العمر 60 سنة، وهي فرنسية الأصل وحاملة للجنسية المغربية، موضوع بحث حيث صرحت بأنها كانت على علم ببعض ممارسات زوجها المنسوبة إليه، ما جعلها موضوع شبهة بعدم التبليغ عن جناية، حيث قرر قاضي التحقيق متابعتها في حالة سراح.