عمر احمو – ميدي 24
المصائب لا تأتي فرادى، ورياح المغاربة تجري بما لا تشتهي سفنهم، في الآونة الأخيرة تكالبت الهموم على رؤوس المواطنين من كل الجهات، واختلط عليهم الحابل بالنابل، بدءا بشبح الأضحية الذي يلوح في الأفق، وصولا إلى لوازم العيد التي تعكر صفو نهارهم وليلهم، وانتهاءً بالمفاجأة الجديدة والرصاصة الطائشة التي تمثل بكل تأكيد القشة التي قصمت ظهر البعير، والنقطة التي أفاضت الكأس، ففي هذا الأسبوع فوجئ عدد من المواطنين في مدن مختلفة بتلقي رسائل نصية على هواتفهم المحمولة من إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي “CNSS” تطالبهم بأداء مستحقات بذمتهم، تصل إلى 3000 درهم.
في يوم غريب بكل المقاييس استيقظ المئات من المواطنين بمدن مختلفة على رسائل تطالبهم بأداء مستحقات مالية لفائدة الضمان الاجتماعي، رغم أنهم لم يعودوا منخرطين أو لم ينخرطوا أصلا في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وفق ما أدلى به متضررون في تصريحات صحفية.
وكانت الصدمة بادية في ملامح متضرر وهو يصرخ بحرقة مؤكدا أنه كان مسجلا كحرفي في الضمان الاجتماعي من 2019 إلى 2021 وأن صلاحية بطاقة انخراطه انتهت منذ زمن بعيد ولم يعاود الانخراط بسبب جائحة كورونا واشتغل في شركة أخرى تؤدي عنه مستحقات الضمان الاجتماعي وفي الأخير يفاجأ برسالة تطالبه بأداء مستحقات مالية، كان لسان حاله يقول: أحتاج التضامن من الضمان الاجتماعي وليس العكس.
وأردف المتضرر أن الإشكال ليس في طلب هذه المستحقات المفترضة بل الصدمة تكمن في قيمتها إذ من هؤلاء المتضررين من وجد نفسه مطالبا بأداء مستحقات مفترضة تبلغ 3000 درهم، رغم أن هؤلاء المواطنين منهم من لا يشتغل في أي حرفة معينة الشيء الذي يجعلنا نتساءل بأي حق تطالب هذه المؤسسة مواطنين بأداء مستحقات وهم لا علم لهم أصلا بأي انخراط أو اشتراك؟ هذا الأمر دفع العشرات إلى الاحتشاد أمام مؤسسة الضمان الاجتماعي بالدار البيضاء من أجل الاستفسار عن سبب توصلهم بهذه الرسائل رغم أنهم ليسوا منخرطين أو أنهم لم يسجلوا من الأصل، إلا أن المؤسسة طالبتهم بوضع طلبات من أجل النظر في ملفاتهم
يشار إلى أن دور الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، يتمثل في توفير درجة من أمن الدخل للأفراد عندما يواجهون حالات طارئة تتعلق بالشيخوخة أو النجاة أو العجز أو الإعاقة أو البطالة، بعبارة أخرى تمثل هذه المؤسسة بصيص أمل للمغاربة، وعليها يعلق المواطن المقهور آماله، فما بالها اليوم تنظر إليه كبقرة حلوب وتطمع فيه هي الأخرى، وما مصير هذا المسكين الذي أصبح يُرى كوجبة سائغة لكل رائح وغاد؟