دعا المشاركون في ندوة ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان ماطا الدولي للفروسية، يوم السبت بإقليم العرائش، إلى تعبئة جهود كافة الفاعلين لإنجاح إدراج هذه اللعبة ضمن قائمة التراث اللامادي لمنظمتي اليونسكو والإيسيسكو.
وأكد المشاركون في ندوة المهرجان، الذي ينعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بين 2 و 4 يونيو بدائرة مولاي عبد السلام بن مشيش بإقليم العرائش تحت شعار “ماطا تراث إنساني وملتقى الثقافات”، على انخراطهم القوي من أجل الاسهام، كل حسب أدواره ومجال اشتغاله، في إنجاح عملية ادراج “ماطا” ضمن التراث اللامادي لمنظمتي ” اليونيسكو” و “الايسيسكو”، لما لهذا الأمر من دور كبير في تحصين الموروث المغربي المتجذر في التاريخ.
وأجمع المتدخلون على نجاح مهرجان “ماطا” في بلورة أهدافه على أرض الواقع، وإعطائه صورة متميزة عن مغرب غني ومتنوع بتراثه النابع من أصالة مملكة تحرص وفق الرؤية الملكية السديدة على التوفيق ما بين الحداثة والتطور والتشبث بالتقاليد والعادات.
بهذه المناسبة، أكد نبيل بركة، رئيس المهرجان الدولي “ماطا”، أن العناية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للموروث اللامادي المغربي، يعد عاملا أساسيا، ومحفزا لكل المبادرات الرامية إلى حماية وتحصين الموروث الوطني الثقافي الزاخر بتنوعه، وأبعاده الإنسانية الحضارية الضاربة في التاريخ.
وأضاف بركة، خلال هذه الندوة التي تميزت بمشاركة ضيوف رسميين مغاربة وأجانب وداعمي المهرجان، أن إعلان وزير الثقافة والشباب والتواصل خلال افتتاح المهرجان عن الشروع في الإجراءات الرامية الى تسجيل “ماطا” ضمن التراث اللامادي “لليونيسكو ” و”الاسيسكو”، يشكل مناسبة تاريخية وهامة في مسار تثمين موروث محلي ووطني بأبعاد دولية تصل ما بين العمق المغربي والإفريقي، وتكرس العلاقات القوية التي تجمع المملكة بعدد من الدول الأوروبية المجاورة.
وشدد بركة على أن بلوغ هذه المرحلة لم يأت صدفة، وإنما كان نتاج مجهود بذل منذ سنوات عديدة من دورات المهرجان، والتي عرفت تطورا ملموسا، حتى باتت “ماطا” علامة مميزة للتراث المحلي لشمال المغرب، سرعان ما تعدت المنطقة الى باقي جهات المملكة، بل وحتى خارج الحدود، مبرزا أن المهرجان جسد قيم التسامح والاعتدال التي ما فتئ يشدد عليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس من خلال مشاركة وازنة لعدد من ممثلي الديانات السماوية.
وكان وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، قد أعلن عن انطلاق الإجراءات الهادفة إلى تسجيل فنون الفروسية “ماطا” في قائمة التراث غير المادي لليونيسكو، وذلك تماشيا مع الرؤية الملكية السديدة الرامية إلى تثمين وتحصين التراث الثقافي المغربي على الصعيد الدولي، مضيفا أن الإجراء نفسه تقوم به الوزارة أيضا على مستوى منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “ايسيسكو”، لتمكين العالم من اكتشاف هذه اللعبة الفريدة التي تتطلب الشجاعة والذكاء من طرف ممارسيها.