تريد اسمي ؟! في الحقيقة لا تهم معرفة اسمي، أتعرف لماذا؟ لأنني طفلة صغيرة فقط، نادني بصغيرتي، سيكون هذا لطيفا، عمري ثلاث سنوات، نعم عمري ثلاث سنوات لا أقل ولا أكثر، وهذه هي قصتي، لذا انتبه جيدا وأعتذر إذا لم تفهم بعض كلماتي، فما زلت عاجزة عن النطق جيدا، فأنا صغيرة جدا.
أنا قرة عين أمي، وشمعة منزل أبي، أنا التي من أجلها يعود أبي من العمل مهرولا لينظر إلي، كنت بالكاد أحاول المشي، أتعثر خمس مرات قبل أن أقوم بحركة جيدة، كنت دائما أقول في نفسي متى أكبر لأتخلص من هذه الحفاضات التي تعرقل سيري، بدأت أكرهها حقا.
أحسست بحب من حولي، حتى خيل إلي أن كل ساكنة مدينتي الجميلة سيدي سليمان تحبني، فكل من يدخل إلى منزلنا المتواضع يجول بعينيه باحثا عني، ليحملني ويرفعني إلى السماء، أحب ذلك حقا، ولهذا كنت أقول دائما مع نفسي، متى يدخل ابن جارنا إلى منزلنا مجددا فهو يرفعني عاليا إلى السماء ويلعب معي.
أقول هذا مع نفسي فقط لأنني كما قلت لكم ما زلت صغيرة ولا أستطيع النطق بوضوح، ولن يفهمني الكبار.
ابن الجيران هذا ليس طفلا صغيرا، إنه رجل كبير طويل على أبي بهذا القدر أو يزيد، في الأخير سمعت من أمي أن عمره 21 سنة وأنا عمري ثلاث سنوات فقط.
دائما ما يتردد على منزلنا، ولهذا أعتبره أخي، إنه يلعب معي، يشتري لي حلوى وأشياء كثيرة، ولهذا أحبه من أعماق قلبي الصغير. ولكن كل هذا الحب تغير بعد ذلك، لا أقصد أنني أكرهه، فأنا ما زلت صغيرة عن أن أكره أحدا، الأطفال يحبون فقط ولا يكرهون أبدًا.
لنقل إنني غاضبة منه فقط، أتعلم لماذا؟! حسنا سأخبرك، ولكن لا تخبر أحدا، لأن عائلتي تخاف أن نجري على لسان كل من هب ودب، لا أعلم، ربما اقترفت جريمة شنعاء لهذا أخبروني بأن ألتزم الصمت ولا أحدث أحدًا، أنا نادمة حقا على ما فعلت، رأيت أمي تبكي وأبي أيضا، أنا السبب، لم أكن أعلم أن اللعب جريمة، لم يخبرني أحد بذلك.
بدأ كل شيء حين دخل “أخي” منزلنا.. أقصد ابن الجيران، جريت نحوه ليرفعني عاليا كما كان يفعل، وبالفعل رفعني عاليا جدا، ثم همس في أذني، أتريدين أن أريك لعبة جميلة جدا، احمرت وجنتاي من شدة الفرحة، بل كدت أطير فرحا، قلت نعم بكل سرور، خرجت أمي لتطمئن علي، وجدتني مع ابن الجيران، ارتاح ضميرها لكونها ترى فيه أخا لي.
استغل ابن الجيران هذا انشغال أمي، فأمسك بيدي وقال هيا لنلعب في الخارج باللعبة الجديدة، اتبعته وجسمي الصغير يكاد ينفجر من الفرح، أخذ يمشي ويمشي حتى ابتعدنا كثيرا عن المنزل، كانت قدماي متورمتين من كثرة المشي، ولكن من أجل اللعبة الجديدة أستطيع المشي مسافات أكثر، حين وصلنا إلى مكان خال من الناس، جرني إليه بقوة، كنت أتألم، ربما نسي أنني طفلة صغيرة وأن عمري ثلاث سنوت فقط وأنني بالكاد أستطيع المشي فما بالك بتحمل عنف هذا الشد والجذب.
توقف عن الحديث معي بلطافة، كانت تصرفاته سريعة، يلتفت يمينا وشمالا، ثم شرع في نزع ملابسي، أنا جاهلة بما يحدث تماما، كنت أنتظر اللعبة بكل شوق، كنت أنظر إليه وهو ينزع عني سروالي، فوجئ حين وجد أنني أرتدي حفاضات، هم بنزعها أيضا، قلت له هل ستغير حفاضاتي كما تفعل أمي، لم يتحدث.. أنا كنت أضحك.. أنتظر اللعبة بكل شوق.
جردني من كل ملابسي، نزع سرواله هو الآخر، بطش بي بيديه، جسمي الصغير يكاد يظهر بين يديه، انقض علي كالوحش، لم يجدِ الصراخ ولا النواح نفعا، لم تأخذه ببراءتي ولا طفولتي أي شفقة!
ابن جارنا الذي تقاسمنا معه الملح والطعام اغتصب طفولتي، لم يكن يحبني كما تفعل أمي، كان وحشا في هيئة بشر، ترك نساء العالم بأكمله، ولم يشته إلا طفولتي، براءتي جهلي بالعالم، انتهى مني، كنت أحترق من الألم، كنت أقول في نفسي لا أريد أن ألعب بعد الآن، لم أستطع المشي بعد أن انتهى من لعبه معي، أخيرا بدأ يعيد علي قطع ملابسي الصغيرة قطعةً قطعة، الحمد لله لم ينس حفاضاتي، نفض عني الغبار بيديه، ساعدني على الوقوف، ربما رق قلبه علي، مسح دموعي أيضا يا لطيبته معي، سقطتُ على الأرض، كنت أتألم من الداخل، فكر مليا، أخيرا قرر أن يحملني إلى منزلي، أخبر أمي أنني وقعت وأنا ألعب، بالفعل وقعت بين فكي ذئب مفترس.
مرت أيام وأيام، ما زلتُ أشعر بالألم، أمي كانت تطببني من حين إلى حين، اعتقدتْ أنه حصل لي تعفن بسبب حفاضاتي، لم أقدر على إخبارها أن السبب هو لعبة ابن الجيران السرية. على ذكر ابن الجيران، ها هو يأتي لزيارتي مرة أخرى، ربما سمع من أمي أنني مريضة، عرفت أن قلبه طيب رغم لعبه القاسي، ربت على رأسي، وهمس في أذني هل تريدين أن نلعب مرة أخرى، تراجعت إلى الخلف، قلبي الصغير يرتجف، كنت أقول في نفسي هل اعتقد أنني استمتعت بالأمر في المرة السابقة… أخيرا أمي دخلت، صعقت حين طلبت منه إخراجي لعل الجو في الخارج يسعفني، كنت ما زلت لا أستطيع المشي، طلبتْ منه حملي، كان قد كسب ثقة عائلتي، أخرجني،؟أخذ يمشي بي مرة أخرى إلى المكان نفسه، كرهت ذلك الموقع، وضعني على الأرض، كرر نفس التفاصيل، بدأ ينزع عني ملابسي، بدأت أترجاه ألا يفعل، بكيت كثيرا، صرخت باسم أمي، أبي، بالذي خلقني، ولكن فعلها مرة أخرى، هذه المرة كانت أكثر إيلاما، فقدت وعيي، كنت قوية حقا حين استطعت البقاء بوعيي لدقائق وأنا أودع طفولتي وبراءتي، كان مشهدا مؤلما.
ماذا أريد؟! لم يسألني أحد من قبل مثل هذا السؤال لأنني صغيرة عن الاختيار كما تعلم، ولكن ربما أود أن أطلب منكم أن تنقذوا الطفولة، أن تنقذوني أنا، أن تعيدوا إلي بسمتي وإشراقة وجهي، أريدكم أن تنصفوني، لا أريد لأي طفل صغير أن يعيش تجربتي لا أريد ذلك.