عمر أحمو – ميدي 24
“المثلية” كلمة مزينة ومطرزة، دقيقة، في معناها ومبناها، كلمة انسلت بخفة ورشاقة إلى مجتمعنا، كراقصة باليه تقدم عرضها الأول في مهرجان هافانا متى حدث هذا؟ الله أعلم! الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل أخذت هذه الكلمة “الحرباء” تتلون في معانيها في محاولة منها لجذب الاهتمام والأعين، فأطْلِقت على الصدق، وعلى الحرية، وعلى الحب وعلى الفطرة، لعل وعسى يسعفها ذلك في أن تجد من يحتضنها ويقبل بها في قاموسنا العربي.
(للأسف الشديد، القاموس العربي رحب بها كثيرا.. كثيرا جدا.. أقصد بالفعل كثيرا جدا)
(أنتَ شاذ.. أنتِ شاذة).. عيب أن تقول مثل هذه الكلمة إنها شتيمة، الإنسان جُبل على الحب والاحترام وليس على السب والشتم، !! .. ستقف مشدوها أمام هذا الرد القاسي، ستقول مع نفسك سب.. شتم!!، ما هذا؟ سيرتجف قلبك، وستهرع إلى القاموس لتبحث عن معنى كلمة شاذ! سيتملكك شعور بالغباء والخوف.
ماذا يقول القاموس: الشذوذ تصرُّف خارج عن العادات المَأْلوفة أو بعيد عن الطَّريقة الَّتي يتَّبعها عامَّة النَّاس.
بفطرتك السليمة وحبك للمعرفة ستعود إليهم لتوضح لهم أن كلمة الشذوذ بعيدة كل البعد عن السب والشتم، وأنه ربما اختلط عليهم الأمر، ولكن فور أن يلمحك أحدهم وأنت مقبل عليه بقاموسك حتى يتصل بالشرطة، نعم الأمر وصل للشرطة، والتهمة! السب والشتم والتشهير والإخلال العلني بالحياء وما جاور ذلك.
وقتها فقط ستكتشف أنك دخلت معركة حُسمت نتيجتها قبل أن تنطلق أطوارها حتى، سينعكس عليك الأمر سلبا، ستشعر بالظلم والقهر، ولكن وأنت في خضم هذه المشاعر ستكتشف بنفسك أن تلطيف الكلمات القاسية مثل “المثلية” مسألة سياسية وسلطوية لا يد لك فيها، والعكس أيضا صحيح، فتشويه الكلمات الأخرى وتغيير معناها مثل “الشذوذ” لا يد لك فيه أيضا، الأمر أكبر عليك وعلي وعلى الجميع.
كل هذا الظلم والقهر يهون حين ترى مصيبة “قوس قزح” هو الآخر ضحية هذا البلاء بين ليلة وضحاها وجد نفسه من ظاهرة طبيعية فيزيائية ناتجة عن انكسار وتحلل ضوء الشمس خلال قطرة ماء المطر الصافية العذبة، إلى رمز لممارسة أبعد ما يكون عن الطبيعة والفطرة.