متابعة / هيئة الرباط
لماذا عاد إلياس العماري الى المغرب، هل فعلا تلقى الضوء الأخضر من جهة عليا للظهور مجددا كما يُرَوج مقربين منه، لماذا اختار إلياس موقع هيسبريس بالضبط لإجراء معه حوار صحفي، من هي الجهة التي أدِنت له بالعودة الى المشهد السياسي من بوابة إذاعة “كاب راديو” التي يمتلك فيها حصة الأسد من الأسهم، ما هو مخططه، من يدعمه، من يوفر له الحماية..؟، كلها أسئلة يروجها المهتمين بالشأن السياسي في المغرب.
من شاهد الحوار الإعلامي الذي أجراه إلياس مع موقع هيسبريس، لا شك أنه سجّل الملاحظات التالية:
– لم يتغير في إلياس إلاّ “اللوك” وهو العلامة الفارقة بين ماضيه وحاضره.
– إلياس ومن خلال أسلوبه في الحوار حاول الظهور كأنه تقيٌّ نقيّ، لكن ملامح وقسمات وجهه فضحته.
– إلياس لم يكن صادقا مع نفسه حتى يكون صادقا مع المغاربة، ومرّر مجموعة من الأكاذيب لن تنطلي على الطفل الصغير ما بالك بالمهتم بالشأن العام.
– إلياس وإن بدا أنه كان يتوقع الأسئلة، إلا أن أجوبته لم تكن مباشرة ويشوبها الغموض كعادته.
– إلياس مهووس بالأنا، ويسعى جاهدا الى تقليد أكابر القوم في الثقافة والسياسة والفكر، لكن لم ينجح في حواره من تمرير جملة واحدة مفيدة دون فلسفة “زائدة” وينطبق عليه المثل الشعبي المأثور، عندما سُئل أحدهم عن مدى معرفته بالفقه فقال “كنعرف نزيد فيه”، وهو ما سقط فيه إلياس.
ان عودة إلياس الى أرض الوطن لها تأويلين لا ثالث لهما، فالخيار الأول يفيد أن نرجسية إلياس غلبت ذكاءه، وأراد وضع من أخرجوه للوجود السياسي أول مرة أمام الأمر الواقع وإحراجهم، على اعتبار أنه قدّم خدمات جليلة للوطن، كما يروِّج محسوبون عليه للعامة، والطرح الثاني، أنه فعلا تلقى الضوء الأخضر من جهة عليا للعودة الى المغرب وممارسته لحياته العادية من خلال التجربة الإعلامية، وذلك لغرض واحد وهو إذلاله واحراق أخر أوراقه، ويكون بذلك قد سقط في الفخ.
إلياس المنبوذ سياسيا وإعلاميا، استغل في مرحلته بكل شطط علاقاته مع دوائر القرار، ولم يرحم أحدا وتسبّب في أضرار مادية ونفسية للعديد من المسؤولين منتخبين كانوا أو رجال سلطة، فالتاريخ لا ينسى يا إلياس!.