عند دخولك لمتحف إنجازات التكنولوجيا بموسكو، المعروف باسم “معرض الإنجازات الاقتصادية الوطنية” (VDNH)، فأنت توجد داخل واحد من أبرز المعالم الثقافية والتاريخية في روسيا ، و الذي تأسس في عام 1939، ومنذ ذلك الحين، أصبح مركزًا رئيسيًا لعرض التقدم التكنولوجي والعلمي للبلاد.
المعرض كان يُعرف آنذاك باسم “المعرض الزراعي لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية”. هدفه الرئيسي آنذاك هو عرض الإنجازات الزراعية والصناعية للاتحاد السوفيتي. خلال العقود اللاحقة، توسع المعرض ليشمل مجموعة واسعة من المجالات الأخرى مثل الفضاء والطاقة والنقل.
معلومات تقنية :
يمتد المعرض على مساحة تزيد عن 2.3 مليون متر مربع، ويضم أكثر من 400 مبنى وهيكل. من بين هذه المباني، هناك 49 مبنى تُعَدّ جزءًا من التراث الثقافي لروسيا. يتم تنظيم المعرض في شكل مناطق متخصصة، حيث يمكن للزوار استكشاف الأقسام المختلفة التي تعرض الإنجازات في مجالات محددة مثل الفضاء والطاقة النووية والهندسة الزراعية.
حفظ الذاكرة و التفكير في المستقبل .
داخل أروقة المعرض يتمكن الزائر من السفر إلى سنوات القرن الماضي من خلال استكشاف كل الأدوات و سبل تطوير الاقتصاد الروسي على مر الزمن ، وصولا إلى يومنا الحالي حيث أصبحت روسيا قوة اقتصادية كبرى من خلال طوير آليات و أسس عمل اقتصادها عبر اعتمادها على تطوير التكنولوجيا الحديثة ،و أبرز أقسام هذا المعرض هو القسم المخصص لإنجازات الفضاء الروسية. يعرض هذا القسم نماذج حقيقية للمركبات الفضائية مثل “فوستوك 1″، التي حملت يوري جاجارين، أول إنسان في الفضاء، في رحلته التاريخية عام 1961.
كما يضم هذا المعرض قسمًا مخصصًا للطاقة النووية، حيث يمكن للزوار التعرف على التطورات في هذا المجال الحيوي. من بين المعروضات البارزة هناك نموذج لمحطة طاقة نووية ومعدات أخرى تُستخدم في توليد الطاقة النووية.
أما في قسم النقل، فالمعرض يعطي للزائر الفرصة للتعرف على تطور وسائل النقل في روسيا، بدءًا من القطارات البخارية وصولاً إلى الطائرات الحديثة. يضم هذا القسم نماذج حقيقية للطائرات والمروحيات والقطارات.
وفقًا للإحصائيات الأخيرة، يستقبل المعرض حوالي 25 مليون زائر سنويًا. يشارك في تنظيم الفعاليات المختلفة أكثر من 50,000 موظف وعامل. يتم تنظيم ما يزيد عن 100 معرض وفعالية سنويًا في مختلف المجالات.
متحف إنجازات التكنولوجيا بموسكو خير مثال على التقدم التكنولوجي والعلمي الذي حققته روسيا على مر العقود. من خلال عرضه لإنجازات في مجالات متعددة، يتيح المعرض للزوار فرصة فريدة لاستكشاف التاريخ والتعرف على المستقبل التكنولوجي للبلاد.
بقلم | سعيد أجانا