ميدي 24 / هيئة التحرير
أثارت ممارسات تدبير الأسواق الأسبوعية والمرافق الجماعية في المغرب جدلا واسعا، وسط اتهامات لرؤساء جماعات بتبادل منافع غير مشروعة عبر تمديد صفقات كراء تلك المرافق، ما يُدرّ ملايين الدراهم على شبكات تحتكر هذا القطاع.
وفقا لما كشف عنه أعضاء من الجمعية الوطنية لأرباب شركات كراء الأسواق الأسبوعية والمجازر والمرافق العمومية، فإن تمديد صفقات كراء الأسواق يتم بطرق مثيرة للجدل، مع غياب الشفافية والامتثال لقانون الصفقات العمومية، وأبرز مثال على ذلك هو تمديد صفقة السوق الأسبوعي اثنين برشيد لسنة إضافية لصالح الشركة الفائزة بصفقة 2024، في خرق واضح للقوانين المنظمة لهذا المجال.
لم تتوقف التجاوزات عند التمديد غير المشروع للصفقات، بل تعدتها إلى استغلال الأسواق بشكل يومي، بينما تُحدد دفاتر التحملات العمل وفق أيام معينة، هذا الوضع حرم خزائن الجماعات من مداخيل كبيرة تُستخلص على شكل رسوم، مما يطرح علامات استفهام حول طرق تدبير هذه الموارد.
وأدّت مصلحة الشرطة الإدارية بوزارة الداخلية تقريرا كشف عن محدودية الأنماط الحالية لتدبير الأسواق الأسبوعية، سواء عبر التدبير المباشر أو الإيجار، كما أشار التقرير إلى مشاكل هيكلية مثل ضعف المراقبة، غياب القرارات التنظيمية، وقلة الموارد البشرية المؤهلة.
وأوصى التقرير بتبني مقاربة جديدة تشمل آليات تدبير متطورة، مثل التعاون بين الجماعات، الشراكة مع القطاع الخاص، أو اللجوء إلى شركات التنمية المحلية.
كما شدد على أهمية دراسة وسائل تدبير الأسواق قبل إحداثها، مع ضمان توفير البنية التحتية والآليات الضرورية لتسييرها بشكل فعال.
وتَعتبر وزارة الداخلية أن تحديث الأسواق الأسبوعية يمثل مدخلا رئيسيا للتنمية الترابية والسياسات العمومية في العالم القروي، وأكدت أن تطوير هذه الأسواق لا يقتصر على تحسين البنية المادية فقط، بل يشمل تأهيل الجماعات ومواكبتها لضمان استدامة المشاريع.
وقد أُعدَّ دليل شامل لتنظيم الأسواق الأسبوعية، يهدف إلى هيكلتها بشكل أكثر كفاءة، مع التفكير في استغلال فضاءات الأسواق المهملة في المدن الكبرى لتنظيم الباعة المتجولين وتحقيق مداخيل إضافية للجماعات.
مع استمرار الاختلالات في تدبير الأسواق الأسبوعية، يبدو الإصلاح ضرورة لا مفرّ منها، فتحقيق التنمية الترابية والاقتصادية يتطلب تجاوز العشوائية الحالية والاعتماد على مقاربات حديثة تضمن الشفافية، تزيد من مداخيل الجماعات، وتحسن ظروف عيش الساكنة، خاصة في المناطق القروية.