ميدي 24 / هيئة التحرير
شهدت الجزائر صدمة قوية عقب التصريحات الأخيرة لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، خلال حواره مع الصحيفة الفرنسية “لوبينيون”، حيث تحدث لأول مرة بشكل علني عن “دولة إسرائيل”، بعد أن كان يكتفي سابقا بالإشارة إليها بـ”الكيان الصهيوني”.
تصريح تبون، الذي أبدى فيه استعداد بلاده لإقامة علاقات مع إسرائيل في حال حصول فلسطين على سيادتها، قسم الشارع الجزائري إلى تيارين؛ الأول تمسك بفكرة أن الرئيس لا يعترف بإسرائيل، مستندا إلى تأكيده على ضرورة منح فلسطين حقوقها الكاملة، بينما رأى التيار الثاني أن الجزائر بدأت تغيير نهجها تدريجيا نحو التطبيع، مستدلا باستعمال مصطلح “دولة إسرائيل” بدلا من “الكيان الصهيوني”.
لتوضيح الموقف الرسمي، أصدرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، يوم الجمعة، بيانا أكدت فيه دعم الجزائر لحل الدولتين كحل نهائي وعادل للصراع العربي-الإسرائيلي، مما يُعد تخليا صريحا عن الخطاب السابق الذي كان ينكر وجود إسرائيل تماما.
هذا التحول المفاجئ أثار استياء الجزائريين الذين كانوا متمسكين بالشعارات التي رفعتها الحكومة لسنوات، خاصة أن تبون نفسه، خلال حملته الانتخابية، تحدث عن “فتح الحدود المصرية” للسماح للجيش الجزائري بدخول فلسطين، قبل أن يتراجع عن هذا الخطاب بعد وصوله إلى الرئاسة.
في النهاية، يبدو أن الجزائر تسير نحو موقف أكثر واقعية، يتماشى مع النهج الذي أعلنه الملك محمد السادس منذ 2020، عند إعلان المغرب استئناف علاقاته مع إسرائيل، حين أكد أن دعم القضية الفلسطينية يظل ثابتًا، في إطار حل الدولتين والتفاوض كسبيل وحيد لتحقيق السلام العادل والدائم.