ميدي 24 / هيئة التحرير
الخلاف حول مشيخة الزاوية البودشيشية بلغ منعطفا خطيرا، بعدما تحولت الساحة إلى حرب بلاغات ورسائل غير موقعة بين مريدي الشيخ منير القادري، الموصى به لقيادة الطريقة، وأنصار شقيقه الأصغر معاذ، وهو ما زعزع صورة أكبر زاوية صوفية بالمغرب وأضعف تماسكها الروحي.
مصادر صوفية أكدت أن رسالة منسوبة إلى العائلة البودشيشية وُجّهت إلى الملك محمد السادس، تطالب بتزكية منير شيخا للزاوية، مستندة إلى وصية الشيخ جمال الدين المؤرخة في دجنبر 2024، وبدعم من أرملته وأبنائه وبنات الشيخ الراحل حمزة. في المقابل، يحظى معاذ بمساندة جزء واسع من المريدين بالمغرب، في حين يجذب منير الآلاف من الخارج، خصوصا من أوروبا وإفريقيا والعالم العربي والإسلامي.
غياب لقاء مباشر بين الأخوين لتزكية أحدهما للآخر عمّق الانقسام، وأتاح المجال لانتشار بيانات متضاربة غذّت الخلاف وزادت من حدة الزلزال الداخلي الذي هز الطريقة، المعروفة بجاذبيتها لكبار المسؤولين والوجهاء.
وفي تصريح مثير، اقترح الشيخ منير صيغة جديدة تقوم على «القيادة الجماعية»، بحيث يتولى هو البعد الروحي للزاوية، فيما يضطلع شقيقه الأصغر بالتسيير الإداري اليومي، في محاولة لرأب الصدع. غير أن هذا الطرح لم يوقف النزاع، إذ خرجت «رابطة الشرفاء البودشيشيين» ببيان يزكي معاذ شيخا للطريقة، مؤكدة أن منير تنازل لصالحه.
بهذا، دخلت الزاوية مرحلة غير مسبوقة من التجاذب، قد تعيد رسم معالم المشيخة الصوفية بالمغرب وتفتح الباب على جدل واسع حول مستقبل أكبر الزوايا الروحية في البلاد.