ميدي 24 / هيئة التحرير
يشهد المغرب اليوم تصاعدا لافتا في الغضب الشعبي ضد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بعدما تحولت احتجاجات شباب حركة “genz212” إلى شرارة فتحت جبهة مواجهة واسعة مع حكومة التجمع الوطني للأحرار، التي أثبتت عجزها وفشلها في تدبير المرحلة، فالأصوات الغاضبة لم تعد تكتفي بانتقاد السياسات، بل باتت ترفع مطلبا مباشرا: إقالة أخنوش ورحيله الفوري عن السلطة.
منذ صعوده إلى رئاسة الحكومة، قدم أخنوش وعودا براقة بتخفيض الأسعار وتحسين معيشة المواطنين وتوفير فرص شغل، لكن الواقع جاء صادما، فأسعار المواد الأساسية في ارتفاع مستمر، القدرة الشرائية في انهيار، البطالة في تفاقم، والطبقات الوسطى والفقيرة باتت تحت ضغط غير مسبوق. هذا الفشل لم يعد خافيا على أحد، بل صار عنوانا لمرحلة يصفها كثيرون بأنها الأسوأ منذ عقود.
أخطر من ذلك، تورط رئيس الحكومة في تضارب المصالح، إذ ظل يجمع بين موقعه السياسي ومصالحه الاقتصادية الضخمة، خصوصا في قطاع المحروقات، الذي ينهك جيوب المواطنين، ومعه ظهر منطق جديد قائم على حماية المصالح الخاصة بدل حماية مصالح الشعب، كما طفت على السطح قضية تعيين مقربين وأعضاء حزبه في مناصب المسؤولية الحساسة، في مشهد يكرس الريع والزبونية ويقضي على مبدأ تكافؤ الفرص.
اليوم، الشارع لم يعد يطيق استمرار هذا العبث. شباب “genz212” ومعهم شرائح واسعة من المجتمع، يرون أن استمرار أخنوش على رأس الحكومة يعني مزيدا من الأزمات، ومزيدا من فقدان الثقة في السياسة والأحزاب والانتخابات، المطالب الشعبية صارت واضحة: الرحيل أولا، ثم فتح الباب أمام بدائل جديدة تملك الإرادة والقدرة على الإنصات للمواطنين وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
إقالة أخنوش لم تعد خيارا سياسيا فقط، بل تحولت إلى مطلب شعبي ملح، عنوانه العريض: لا للريع، لا للفساد، ولا لحكومة الفشل.